شفيعنا: القدّيس رافائيل أسقف بروكلين
كيف تم اختيار الاسم؟
لم يكن اختيار اسم الرعية الأرثوذكسية الجديدة في لافال قرارًا عابرًا، بل كان فعل تمييز روحي عميق. لأن تسمية الرعية ليست مجرد مسألة إدارية، بل هي تساؤل روحي: من نتوسّل شفاعته؟ ومن نقتدي بحياته؟
منذ البدايات الأولى للتواصل مع الأبرشية، تكرّر اسم واحد في القلوب: القدّيس رافائيل من بروكلين. كان مرسَلًا، ومعلّمًا، وراعيًا للنفوس التائهة، وقد جسّد كل ما نطمح إليه لهذه الرعية الناشئة. خدم في بلاد بعيدة عن موطنه، ورعى شعبًا متفرّقًا، وبنى الكنيسة بتواضع ومحبّة. ومثله مثل كثيرين من أفراد رعيّتنا، كان مهاجرًا وجسرًا بين اللغات والثقافات والأجيال.
اختيارنا له لم يكن مجرد تكريم لتراثه، بل صلاة ليرافقنا ويحمينا ويقود هذه الرسالة كأب روحي من السماء. وهكذا، وببركة سيادة المتروبوليت سابا، وُضعت الرعية تحت شفاعة القديس رافائيل من بروكلين، ليكون حاميًا ومثالًا لرعية أرثوذكسية تنمو في كيبيك.


من هو القديس رافائيل أسقف بروكلين؟
القديس رافائيل هواويني (1860–1915) هو أول أسقف أرثوذكسي يُرسَم في أميركا الشمالية، وكان رائدًا حقيقيًا للإيمان الأرثوذكسي في هذا الجزء من العالم. وُلد في دمشق، وتعلّم في كل من الدولة العثمانية وروسيا، ثم أتى إلى أميركا عام 1895 لخدمة المهاجرين الأرثوذكس الذين لم يكن لهم راعٍ يهتم بهم.
بنشاط لا يعرف الكلل وبمحبّة راعويّة عميقة، جال في أرجاء الولايات المتحدة وكندا، زائرًا الجماعات الأرثوذكسيّة المتفرّقة، سامعًا الاعترافات، محتفلًا بالقدّاس الإلهي، ومنظّمًا للرعايا. أسّس في مدينة مونتريال أخويّة للمهاجرين الجدد، هدفها جمعهم وتعضيدهم في وطنهم الجديد. وقد أدّت هذه الجمعيّة الخيريّة، في عام 1905، إلى تأسيس رعيّتين تاريخيّتين في مقاطعة كيبيك، كنيسة القدّيس جاورجيوس (التي كانت تُعرف سابقًا بكنيسة القدّيس نيقولاوس،) وكنيسة القدّيس نيقولاوس، وكلتاهما سُجّلتا رسميًّا لدى حكومة كيبيك في اليوم نفسه. كما أسّس كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس في بروكلين، وأطلق أوّل مجلّة أرثوذكسيّة باللغة العربيّة في أميركا الشماليّة، وعمل على توحيد قطيع متنوّع تحت إيمان واحد.


وفي عام 1904، رُسِم أسقفًا على يد الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ليصبح أول أسقف أرثوذكسي يُرسم على الأراضي الأميركية. ورغم التحديات، والأسفار الطويلة، وقلة الموارد، قدّم المطران رافائيل نفسه بالكامل لرعيّته، يعظ، ويعلّم، ويشفي بحكمة وحنان.
رقد بالرب عام 1915، وتم إعلان قداسته عام 2000 من قِبل الكنيسة الأرثوذكسية.
ولا يزال اليوم شفيعًا قويًا للمؤمنين الأرثوذكس في أميركا الشمالية. ونحن، كأبناء له، نطلب شفاعته ليمنحنا الثبات والشجاعة والرسوخ في المسيح، كما كان هو.
أيها قديس رافائيل أسقف بروكلين، صلِّ لأجلنا!